عامٌ جميل.

اتمنى لكم عامٌ جميل، خالٍ من البُكاء على الشخوص والأرواح، فارغ من التعلق بمن لايستحق
من دوائر الحزن المستمرة، من الوحدة العرجاء، من العتب الأخرس، من الضمير الحيَّ الذي يؤلمكم ولا يستطيع أن ينفث عن يساره 
من الوجع المُبهم من الذكريات التي تجرَّكم في لحظات سعادتكم، من الأشخاص الذين يعودون من الماضي على حين غفلة ليجددوا أوجاعهم، من تشتت الفكرة والألم المتخمِّر بين ثنايا القلب، من ضياعكم بين الجموع، من أصواتٍ ثكلى لاتُسمع. 
أتمنى لكم السعادة المنقطعة النظير، أرواحٍ متآلفة ترافقكم، صنيع خير يعود لكم
وحدة لذيذة واستقرار قلوبكم، استغنائكم عن الغير، اعتدادكم بأنفسكم وفخرٌ يعود عليكم من ذلك. 
أدعوا الله لكم بإبتسامة لا تفارقكم، بضحكة من عمق قلوبكم، بتحقيق ماتصبوا إليه انفسكم. 

النهاية الأولى

لا شيء أصعب من البدايات و لا شيء يضاهي لذتها في هذه الحياة 
، لكن لا نُدرك تلك اللذة الا عندما نصل للحافة والنهاية، كُل الفرص والخيارات 
تكون موجودة فيها لكن نجهل ذلك عندما ننحصِر أخيراً في خيار واحد ولامفر.
لطالما تخيلت الطريق مُكعب يحمل عدة أوجه وكلها صحيحة، كغابة حيث الغابات لا تحمل المقابر. لكن تُظهر لك الجثث بما يحمله همك وكتفك. اوشكت مؤخراً على أكتشاف سطحية الأرض وانحصارها، هشاشتها وقلة حيلتها كقلبي تماماً    
أنا التي وُلدت على الفطرة، التقبّل بجميع أشكاله ولا حصر كنتُ وكان من الأفعال الماضية التي لا تقبل التشكل من جديد كبدايات الأمور / الفرص / والصُدف أحتمل كل الخيارات وردات الفعل، أنا الآن الفتاة السيئة المنبوذه المكروهه 
اللا تحتمل اللا تنطفيء اللا تتناول الأمر ويصل لبلعومها حتى يغدو كرة نار تلفضه على العالم
كانت الخيبات المتالية ثقيله على روحي وجسدي النحيل، أكبر من احتمالات البشر   كان قلبي يتخذ حجم سفينة نوح ومع ذلك تفيض منه الخيبات كغيمات ماطره.   
 أنا الآن النهايات. ونستطيع تسميتي بالجحيم،  حافة الجحيم تلك التي تؤلمك دون أن تصل لها حتى 
أنا التي تجليتُ من رحم الطين الذي  أصبح لا يقبل الصلاة إلا في محرابٍ واحد 
ويردد يالله ياربّ الجمال  أعزلني عن كل جمال فلم يعُد لي قلب يميزه   
ولم يعد لي لسان ينطق الحسن.