26

تلك اللوحة المهترئة  التي رأيتُها البارحة التي تحملُ  كلمة " تذاكر" ونورها يصارع الحياة أملاً بالبقاءِ عمراً آخر ، كانت كفليه بإنعاش ذاكرةٌ مضتْ منذُ خمسةِ أعوام ، لتذكرني بلحظاتي الغبيه أو الطيّبة جداً ، وأيامي الحُلُم . لم تَكُن ذكرى سيئةٌ جداً ، كانت تحمل بدواخلها أشياء جميلةٍ ونقيه .
وتلك الوجوه التي حاصرني حضورها صدفه بتلك الليلةِ أيضاً كانت تُلوحُ لي بفرصي التي أضعتُها ، ولستُ بحاجةٍ الى تكرارِ تلك التلويحات أبداً ، خصوصاً من تِلك الأوجه!

شيءٌ داهم رأسي على حين غفلةٍ وفجأة ، وبكتلٍ كبيرة أفقدتني التركيز وجعلتني أُردد "ربي إجعلني أقوى من كلِ ذلك"
يومٌ آخر يمرّ ، دون شيءٍ يختلف ، بدون شيء أتكئ به على ذاكرتي .
غير انها تَندتْ أرضُنا قليلاً من بكاءِ السماء .

غير أني لم أرى وجه أبي ..

حَاء


حياتهُ كأغنيةٍ مبتورة لفرحٍ مكتمل ، كشظايا نور كألمٍ لذيذ يضيء للعابرين.
كأمل لا يراه غير من يسلكونه ، يسأل نفسه عن الأحلام التي ولدت لتموت والتي ماتت لتخلق لغيره .. فـ فهو دائماً لغيره


..

ثاءْ

 

ثمرة تشرين تشرقُ من جديد .. اليوم

تاءْ




تركن بالزاويه ، ترفع شالها لتغطي ماظهر من شيب رأسها الذي رسمه الزمن بإتقان على ناصيتها .
تنزل دمعه وتغوص في مجرى تجاعيد وجنتيها التي كانت من قبل اشد حمرة من الكرز نفسه ، تدعوا وتبتهل الى الله ان يسقيها رؤية ابنها الذي سبقها الى ربه ،
وقبل ان تتم دمعتها مجراها في تلك الوجنتين ، فاضت روحها الى بارئها .